قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ،إنه وثق تصاعدًا خطيرًا في سياسة الكيان الممنهجة في استهداف المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء للمدنيين النازحين قسرًا في قطاع غزة دون إنذار مسبق، متسببة بقتل وإصابة المئات منهم، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشر ين أول الماضي.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي في بيان له، الأحد، أن فريقه الميداني وثق قصف الطائرات الإسرائيلية منتصف ليل السبت الموافق السابع من أيلول، مدرسة “حليمة السعدية”، التي تؤوي مئات النازحين قسرًا في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم وإصابة آخرين بجروح.
كما قصفت الطائرات الصهيونية قبيل عصر السبت مدرسة عمرو ابن العاص، التي تؤوي نازحين، شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل أربعة فلسطينيين، أحدهم طفل، وإصابة آخرين بجروح.
وأبرز أنه ومنذ بداية شهر آب الماضي، قصف جيش الاحتلال 16 مدرسة تستخدم كمراكز إيواء في قطاع غزة، 15 منها شمال وادي غزة، ما أدى إلى مقتل 217 فلسطينيًّا، وإصابة المئات، عدد كبير منهم من النساء والأطفال.
وذكر الأورومتوسطي أن الجيش الصهيوني صعّد كذلك من وتيرة استهداف المدنيين في الأسبوع الأخير في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، عبر قصف المنازل السكنية والتجمعات والبسطات التجارية، إلى جانب مراكز الإيواء ومحيطها.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن استهداف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين لا يستند إلى أي مبرر فعلي، ويشكل انتهاكاً صارخًا لمبادئ التمييز، والضرورة العسكرية، والتناسبية، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأضاف أن الجيش الصهيوني يحاول في كل مرة تبرير هذه الهجمات بادعاءات استهداف أهداف عسكرية، دون تقديم أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات.
وأكد الأورومتوسطي أن تلك الاستهدافات تأتي كجزء من تنفيذ فعلي لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من خلال القتل والتهجير القسري.
وأكد أن التحقيقات الأولية التي أجراها فريقه الميداني تشير إلى تعمد الجيش الصهيوني تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء في القطاع، بما فيها المدارس والمنشآت العامة، بهدف خلق بيئة قسرية تكره السكان المدنيين على ترك مناطق سكناهم والنزوح قسرًا نحو وسط وجنوب القطاع.
وأضاف الأورومتوسطي أن الخطة التي كشفت عنها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، والتي تفيد بأن الجيش الصهيوني يدرس حاليًا خيارات طرد وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين في شمال وادي غزة تحت ما يُعرف بـ"خطة الجنرالات"، تمثل دليلًا آخر على أن نية الكيان تفريغ غزة من ساكنيها.
وأكد أن تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية في الجرائم التي ترتكبها حكومة الكيان ضد الفلسطينيين، وبخاصة في قطاع غزة، في ظل الصمت الدولي والفشل في اتخاذ أي تدابير فاعلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية هناك، يشجع الكيان على استكمال مخططاتها في إبادة الفلسطينيين جماعيًّا والقضاء عليهم بالقتل المباشر وغير المباشر والتهجير القسري.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه من ومن خلال تتبع منهجية القصف الصهيوني، يتضح وجود سياسة واضحة ترمي إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة، مع استمرار القصف على امتداد القطاع واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، والتركيز على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وشدد على أنه خلال الـ 11 شهرًا من الهجوم العسكري على قطاع غزة، وحتى وقت إصدار هذا البيان، ما تزال القوات الإسرائيلية تشن هجمات عسكرية وبنمط واضح ومتكرر ضد الأعيان المدنية والقتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء المقام أغلبها في منشآت للأمم المتحدة، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، وهو ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وتشكل فعلًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية.
وجدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال الكيان لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية. (İLKHA)